ما سبب مرض النقرس؟ وما علاجه؟ وما المسموح به والممنوع بالنسبة للأغذية؟
إن
النقرس مرض معروف منذ القدم، ويسمى بداء الملوك، وذلك لإفراط الملوك
والأغنياء في ذلك الوقت في تناول اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية،
والتي تؤدي بدورها إلى هذا المرض، ويسمى أيضا ملك الأدواء.
وفي عصرنا الحالي تغيرت مسببات مرض النقرس وتبدلت، ولكن تظل اللحوم
الحمراء، والمشروبات الكحولية من الأسباب المهمة، إلا أنه يجب أن ننتبه إلى
أن معظم حمض البول الذي يصنع في أجسامنا، تتحكم فيه الوراثة بشكل كبير،
ويكون للطعام المتناول أثر بنسبة 15 % على مستوى حمض البول الذي يسبب
النقرس.
النقرس نوع من التهابات المفاصل، ينتج عن ارتفاع مستوى حمض البول في الدم،
مؤديا إلى ترسب بلورات هذا الحمض في المفاصل، وهذا الشيء بدوره يؤدي إلى
التهابات حادة، ومن ثم مزمنة، كما تترسب هذه البلورات في الكلى، مؤدية إلى
حصوات متكررة، وفي بعض الأحيان إلى قصور كلوي بسيط.
يبدأ المرض بنوبة التهاب حاد في المفاصل، وخاصة إصبع القدم الكبير، أو
مفصل القدم على شكل ألم شديد، مصحوب بانتفاخ واحمرار، ثم يتحسن خلال أيام
ثم يعود مرة ثانية وثالثة.
هكذا تبدأ المرحلة التالية، وهي مرحلة تكرار هذه النوبات الحادة في
القدمين، ومفاصل أخرى كالركبتين واليدين، في حالة إهمال هذه النوبات
المتكررة، وعدم العلاج يتطور المرض إلى المرحلة الثالثة المزمنة، والتي
تؤدي إلى التهابات مزمنة في المفاصل الطرفية، وتشوهات، وبروز كتل من حمض
البول تحت الجلد، بمحاذاة المفاصل المتأثرة.
هناك مسببات جديدة للنقرس، من أهمها مرض ارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي
المزمن، بالإضافة إلى عدد من الأدوية التي يستخدمها مرضى القلب، مثل
الأسبرين ومدرات البول.
من الأدوية الأخرى المسببة للنقرس، دواء السيكلوسبورين، الذي يستخدم لتثبيط
المناعة، عند مرضى زراعة الكلى، والإفراط في المشروبات الكحولية، فلا زال
من المسببات الرئيسية، خاصة في العالم الغربي.
ومرض النقرس من الأمراض المزمنة، التي تحتاج إلى علاج دائم، وإشراف مباشر
من طبيب الروماتزم، حتى لا يصل المريض إلى مرحلة تشوه المفاصل والإعاقة.
النقرس الحاد يعالج بمضادات الالتهاب والتي تكون بطبيعة مسكنة، مثل:
الفولتارين وبروكسين وموبيك وتلكوتيل، والتي تعطى إما على شكل أقراص أو في
العضل، أو تعطى حقن الكورتيزون في المفصل.
أما العلاج الرئيسي للنقرس ولمنع تكرر النقرس بعد زوال الحالة الحادة، فهو
دواء الالوبيرينول (زيلورك)، والذي يؤخذ على شكل أقراص مرة واحدة في اليوم،
ويقوم بخفض مستوى حمض البول في الدم، ويمنع النوبات المتكررة، ويحمي
المفاصل من التشوهات.
ومن المهم أن يدرك المريض أن هذا الدواء يجب أن يؤخذ يوميا، وبدون انقطاع
مدى الحياة، ومن المهم أيضا المتابعة المستمرة مع طبيب الروماتزم.
يجب أن ننتبه إلى أنه ليس كل مريض عنده ارتفاع مستوى حمض البول، يدل أن
عنده النقرس، فإنه فقط 10% من المرضى الذين يعانون من ارتفاع حمض البول
المزمن، يحصل عندهم نقرس، وهذه نقطة مهمة، لأن كثيرا من المرضى يعالجون على
أن عندهم النقرس بسبب بعض الآلام هنا وهناك، مع ارتفاع حمض البول، وفي
الحقيقة ليس عندهم نقرس، وإنما فقط ارتفاع حمض البول، خاصة من يتناول
المدرات.
أما بالنسبة للحمية الغذائية، فقد أثبتت دراسة كبيرة نشرت من قبل أربع
سنوات، أهمية ابتعاد مرضى النقرس عن الكحول، واللحوم الحمراء، واللحوم
البحرية، لاحتوائها على كميات كبيرة من حمض البول الضار، وأما بالنسبة
للألبان ومنتجات الألبان، فقد كانت مفيدة لهذا المرض، وبالنسبة للبقوليات
فلا بأس من تناولها باعتدال.
وقد أصبح بالإمكان التعايش بسهولة مع مرض النقرس، وذلك من خلال الانتظام على العلاج الدوائي اليومي، والحمية الغذائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق